الشـــــــاعـر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الشـــــــاعـر

شامل للاغاني والبرامج
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 اصل العدل....!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسافر بلا عنوان
المدير العام
المدير العام
مسافر بلا عنوان


عدد الرسائل : 108
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 23/06/2008

اصل العدل....!! Empty
مُساهمةموضوع: اصل العدل....!!   اصل العدل....!! Icon_minitimeالسبت يوليو 05, 2008 12:12 am

سبق منا الوعد بذكر العدل الذي هو من أسماء الله الحسنى و من صفاته العليا، و يعتبر الإعتقاد به من أصول المذهب والدين، و من دعائم شريعة سيد المرسلين صلوات الله عليه و آله الطاهرين.

وعدل الله تعالى و إن كان من جملة صفاته الكمالية، إلا أنه اُفرد بالذكر لكثرة مباحثه و متعلقاته المذكورة في المفصلات.

والعدل في أصل اللغة نقيض الجور كما في كتاب العين.

قال في التوحيد: «العدل معناه الحكم بالعدل والحق، و سمي به توسعاً لأنه مصدر، والمراد به العادل».

و قال في المصباح: «العدل أي ذوالعدل و هو مصدر أقيم مقام الأصل، وصف به سبحانه للمبالغة لكثرة عدله، والعدل هو الذي لا يجور في الحكم».

و قال في المجمع:«العدل من أسمائه تعالى و هو مصدر أقيم مقام الأسم، و حقيقة ذو العدل هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم... و عندالمتكلمين هو العلوم المعلقة بتنزيه ذات الباري عن فعل القبيح و الإخلال بالواجب» أي الإخلال بالوجوب العقلي، و هو الحسن.

و أفاد السيد الشبر في حق اليقين:«إن العدل هو اعتقاد أن الله عادل في مخلوقاته، غير ظالم لهم، و لا يفعل قبيحاً، و لا يخل بواجب، و لا يجور في قضائه و لا يحيف في حكمه و ابتلائه، و له أن يثيب المطيعين و يعاقب العاصين، و لا يكلف الخلق ما لا يطيقون، و لا يعاقبهم زياده على ما يستحقون، و لا يقابل مستحق الأجر والثواب بأليم العذاب و العقاب، و لم يجبر عباده على الأفعال خصوصاً القبيحة و يعاقبهم عليها.

و قددل النقل و العقل،كتاباً و سنة على عدله تعالى و أنه لا يظلم أبدا:

أما دليل الكتاب:

ففي أكثر من ثلالثين آية أحصاها العلامة المجلسي في البحار منها ما يلي:

1 - قوله تعالى: «ذلك بما قدمت أيديكم و أن الله ليس بظلام للعبيد».

2 - قوله تعالى: «إن الله لا يظلم مثقال ذرة و إن تك حسنة يضاعفها و يؤت من لدنه أجراً عظيماً».

3 - قوله تعالى: «و لا نكلف نفساً إلا و سعها و لدينا كتاب ينطق بالحق و هم لا يظلمون».

و أما دليل السنة:

و هي المنهل العذب للحمة والمعدن الصفو للعلم، و قد حكمت و جعلت العدل أساساً للدين كما في حديث التوحيد.

والمعارف الحقة مركزة على أساس العدل، فكانت عدالة الله من أصول المذهب والدين و من صفات الله باليقين كما تلاحظها في الأحاديث الشريفة التالية:

1 - حديث سيدنا عبدالعظيم الحسني، عن الإمام علي بن محمد، عن أبيه الامام محمد بن علي، عن أبيه الامام الرضا علي بن موسى عليه السلام قال:

«خرج أبوحنفية ذات يوم من عند الصادق عليه السلام فاستقبله موسى بن جعفر عليه السلام فقال له:يا غلام!ممن المعصية؟

فقال عليه السلام: لا تخلو من ثلاثة: إما أن تكون من الله عز و جل و ليست منه فلا ينبغي للكريم أن يعذب عبده بما لم يكتسبه، و إما أن تكون من الله عز و جل و من العبد فلا ينبغي للشلريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف، و إما أن تكون من العبد و هي منه فأن عاقبه الله فبذنبه و إن عفا عنه فبكرمه وجوده».

2 - ما روي عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام حين قيل له:

«أيكون العبد مستطيعاً؟

قال:نعم بعد أربع خصال: أن يكون مخلى السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح، له سبب وارد من الله عز وجل، فإذا تمت هذه فهو مستطيع.

فقيل له:مثل أي شيء؟

فقال: يكون الرجل مخلى السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح لا يقدر أن يزني إلا أن يرى امرأة فإذا وجد المرأة فإما أن يعصم فيمتنع كما امتنع يوسف، و إما أن يخلي بينه و بينها فيزني و هو زان و لم يطع الله بإكراه، و لم يعص بغلبة».

3 - حديث العقائد أنه قال: أبو جعفر عليه السلام:

«في التوراة مكتوب مسطور: يا موسى! إني خلقتك و اصطفيتك و قويتك و أمرتك بطاعتي، و نهيتك عن معصيتي، فان أطعتني أعنتك على طاعتي و إن عصيتني لم أعنك على معصيتي، ولي المنة عليك في طاعتك، ولي الحجة عليك في معصيتك».

4 - حديث حريز، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:

«الناس في القدر على ثلاثة أوجه: رجل زعم أن الله عز وجل أجبر الناس على المعاصي فهذا قد ظلم الله عز وجل في حكمه و هو كافر، و رجل يزعم أن الأمر مفوض إليهم فهذا وهن الله في سلطانه فهو كافر، و رجل يقول: إن الله عز و جل كلف العباد ما يطيقون، و لم يكلفهم ما لا يطيقون، فإذا أحسن حمدالله، و إذا أساء استغفرالله فهذا مسلم بالغ».

5 - حديث إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل:

«و تركهم في ظلمات لا يبصرون»؟

«إن الله تبارك و تعالى لا يوصف بالتراك كما يوصف خلقه، و لكنه متى علم أنهم لا يرجعون عن الكفر و الضلال منعهم المعاونة واللطف، و خلى بينهم و بين اختيارهم.

قال: و سألته عن قول الله عز و جل: «ختم الله على قلوبهم و على سمعهم»؟

قال: الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم كما قال تعالى:

«بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً».

قال:و سألته عن الله عزوجل هل يجبر عباده على المعاصي؟

فقال: بل يخيرهم و يمهلهم حتى يتوبوا.

قلت: فهل يکلف عباده ما لايطيقون؟ فقال: کيف يفعل ذلک و هو يقول: «و ما ربک بظلام للعبيد»؟

ثم قال عليه السلام: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: من زعم أن الله يجبر عباده على المعاصي أو يکلفهم ما لا يطيقون فلا تأکلوا ذبيحته، و لا تقبلوا شهادته، و لا تصلوا وراءه، و لاتعطوه من الزکاة شيئاً».

6 - حديث يزيد بن عمير بن معاويه الشامي قال: دخلت على علي بن موسى الرضا عليه السلام بمرو فقلت له: يابن رسول الله! روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال:

«لا جبر و لا تفويق بل أمر بين أمرين، فما معناه؟

فقال: من زعم أن الله يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال: بالجبر، و من زعم أن الله عز و جل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه عليهم السلام فقد قال بالتفويض، فالقائل بالجبر کافر والقاتل بالتفويض مشرک.

فقلت له: يابن رسول الله! فما أمر بين أمرين؟

فقال: وجود السبيل إلى إتيان ما اُمروا به و ترک مانهوا عنه، فقلت له: فهل لله عز و جل مشية و إرادة في ذلک؟

فقال: أما الطاعات فإرادة الله و مشيته فيها الأمر بها، والرضا لها، والمعاونة عليها؛ و إرادته و مشيته في المعاصي النهي عنها، والسخط لها، والخذلان عليها.

قلت: فلله عز و جل فيها القضاء؟

قال: نعم ما من فعل يفعله العباد من خير و شر إلا و لله فيه قضاء.

قلت: فما معنى هذا القضاء؟

قال: الحکم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا و الآخره».

7 - حديث الإمام الرضا في روايته عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم السلام: دخل رجل من أهل العراق على أميرالمؤمنين عليه السلام فقال: أخبرنا عن خروجنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدر؟

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام:

«أجل يا شيخ! فوالله ما علوتم تلعه ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله و قدر.

فقال الشيخ: عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين!

فقال: مهلاً يا شيخ! لعلک تظن قضاءاً حتماً و قدراً لازماً، لو کان کذلک لبطل الثواب و العقاب، والأمر والنهي والزجر، و لسقط معنى الوعد والوعيد، و لم تکن على مسيء لائمة، و لا لمحسن محمدة، و لکان المحسن أولى باللائمه من المذنب، والمذنب أولى بالإحسان من المحسن، تلک مقالة عبدة الأوثان و خصماء الرحمن، و قدرية هذه الاُمه و مجوسها، يا شيخ! إن الله عز و جل کيف تخييراً، ونهى تحذيراً، و أعطى على القليل کثيراً، و لم يعص مغلوباً، ولم يطع مکرهاً، و لم يخلق السماوات والأرض و ما بينهما باطلاً، ذلک الظن الذين کفروا فويل للذين کفروا من النار.

قال: فنهض الشيخ و هو يقول:

أنت الامام الذي نرجو بطاعته يوم النجاة من الرحمن غفرانا

أوضحت من ديننا ما کان ملتبسا جزاک ربک عنا فيه إحسانا

...» إلى آخر الأبيات.

8 - حديث الجعفري، عن الامام أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:

«ذکر عنده الجبر و التفويض فقال: ألا أعطيکم في هذا أصلاً لا تختلفون فيه و لا يخاصمکم عليه أحد إلا کسرتموه؟

قلنا: إن رأيت ذلک.

فقال: إن الله عز و جل لم يطع بإکراه، و لم يعص بغلبه، ولم يهمل العباد في ملکه، هو المالک لما ملکهم، والقادر على ما أقدرهم عليه، فإن ائتمر العباد بطاعته لم يکن الله عنها صاداً، و لا منها مانعاً، و إن ائتمروا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم و بين ذلک فعل، و إن لم يحل و فعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيه. ثم قال عليه السلام: من يضبط حدود هذا الکلام فقد خصم من خالفه».

9 - حديث هشام بن الحکم قال: سأل الزنديق أبا عبدالله عليه السلام فقال:

«أخبرني عن الله عز و جل کيف لم يخلق الخلق کلهم مطيعين موحدين و کان على ذلک قادراً؟

قال عليه السلام: لو خلقهم مطيعين لم يکن لهم ثواب لأن الطاعة إذا ما کانت فعلهم لم تکن جنة و لا نار، ولکن خلق خلقه فأمرهم بطاعته، و نهاهم عن معصيته واحتج عليهم برسله، و قطع عذرهم بکتبه ليکونوا هم الذين يطيعون و يعصون، و يستوجبون بطاعتهم له الثواب، و بمعصيتهم إياه العقاب.

قال: فالعمل الصالح من العبد هو فعله، والعمل الشر من العبد هو فعله؟

قال: العلم الصالح العبد يفعله و الله به أمره، والعمل الشر العبد يفعله والله عنه نهاه.

قال: أليس فعله بالآلة التي رکبها فيه؟

قال: نعم، ولکن بالآلة التي عمل بها الخير قدر بها على الشر الذي نهاه عنه.

قال: فإلى العبد من الأمر شيء؟

قال: ما نهاه الله عن شيء إلا و قد علم أنه يطيق ترکه، و لا أمره بشيء إلا و قد علم أنه يستطيع فعله لأنه ليس من صفته الجور والعبث والظلم و تکليف العباد ما لا يطيقون.

قال: فمن خلقه الله کافراً يستطيع الإيمان و له عليه بترکه الإيمان حجة؟

قال عليه السلام: إن الله خلق خلقه جميعاً مسلمين، أمرهم و نهاهم، والکفر اسم يلحق الفعل حين يفعله العبد، و لم يخلق الله العبد حين خلقه کافراً إنه إنما کفر من بعد أن بلغ وقتاً لزمته الحجة من الله فعرض عليه الحق فجحده فبإنکاره الحق صار کافراً.

قال: فيجوز أن يقدر على العبد الشر و يأمره بالخير و هو لا يستطيع الخير أن يعلمه و يعذبه عليه؟

قال: إنه لا يليق بعدل الله و رأفته أن يقدر على العبد الشر و يريده منه، ثم يأمره بما يعلم أنه لا يستطيع أخذه، و الإنزاع عما لا يقدر على ترکه، ثم يعذبه على ترکه أمره الذي علم أنه لا يستطيع أخذه». الخبر.

10 - حديث داود بن قبيصه قال:سمعت الرضا عليه السلام يقول:

«سئل أبي عليه السلام: هل منع الله عما اُمر به؟ و هل نهى عما أراد؟ و هل أعان على ما لم يرد؟

فقال عليه السلام: أما ما سألت: هل منع الله عما أمربه؟ فلا يجوز ذلک، ولو جاز ذلک لکان قد منع إبليس عن السجود لآدم، و لو منع إبليس لعذره و لم يلعنه.

و أما ما سألت: هل نهى عما أراد؟ فلا يجوز ذلک، و لو جاز ذلک لکان حيث نهى آدم عن أکل الشجرة أراد منه أکلها، و لو أراد منه أکلها ما نادى عليه صبيان الکتاتيب «و عصى آدم ربه فغوى» والله تعالى لا يجوز عليه أن يأمر بشيء و يريد غيره.

و أما ما سألت عنه من قولک: هل أعان على ما لم يرد؟ فلا يجوز ذلک، و جل الله تعالى عن أن يعين على قتل الأنبياء و تکذبيهم، و قتل الحسين بن علي و الفضلاء من ولده، و کيف يعين على ما لم يرد و قد أعد جهنم لمخالفيه، و لعنهم على تکذيبهم لطاعته، وارتکابهم لمخالفته؛ و لو جاز أن يعين على ما لم يرد لکان أعان فرعون على کفره و ادعائه أنه رب العالمين!، أفترى أراد الله من فرعون أن يدعي الربوبيه؟ يستتاب قائل هذا فإن تاب من کذبه على الله؛ و إلا ضربت عنقه».

11 - روي أنه دخل أبوحنيفة المدينه و معه عبدالله بن مسلم فقال له:

يا أبا حنيفه! إن هاهنا جعفر بن محمد من علماء عليهم السلام فاذهب بنا إليه نقتبس منه علماً. فلما أتيا إذاً هما بجماعه من شيعته ينتظرون خروجه أو دخولهم عليه، فبينما هم کذلک إذ خرج غلام حدث فقام الناس، هيبة له، فالتفت أبو حنيفه فقال: يابن مسلم! من هذا؟ قال: هذا موسى ابنه، قال: والله لاُجبهنه بين يدي شيعته. قال:مه! لن تقدر على ذلک، قال: والله لأفعلنه.

ثم التفت إلى موسى عليه السلام فقال:

«يا غلام! أين يضع الغريب حاجته في بلدتکم هذه؟

قال: يتواري خلف الجدار، و يتوقى أعين الجار، و شطوط الأنهار، و مسقط الثمار، و لا يستقبل القبله و لا يستدبرها، فحينئذ يضع حيث شاء، ثم قال: يا غلام! ممن المعصيه؟

قال: يا شيخ! لا تخلو من ثلاث إما أن تکون من الله و ليس من العبد شيء فليس للحکيم أن يأخذ عبده بما لم يفعله، و إما أن تکون من العبد و من الله، و الله أقوى الشريکين فليس للشريک الأکبر أن يأخذ الشريک الأصغر بذنبه، و إما أن تکون من العبد و ليس من الله شيء فإن شاء عفا و إن شاء عاقب.

قال: فأصابت أبا حنيفه سکته کأنما القم فوه الحجر.

قال: فقلت: له ألم أقل لک لا تتعرض لأولاد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم؟».

12 - حديث محمد الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:

«ما اُمر العباد إلا بدون سعتهم، فکل شيء اُمر الناس بأخذه فهم متسعون له، و ما لا يتسعون له فهو موضوع عنهم، ولکن الناس لا خير فيهم».

13 - حديث الهروي قال: سأل المأمون الرضا عليه السلام عن قول الله عز و جل:

«الذين کانت أعينهم في غطاء عن ذکري و کانوا لا يستطيعون سمعاً»؟

فقال:

«إن غطاء العين لا يمنع من الذکر، والذکرلا يرى بالعيون، ولکن الله شبه الکافرين بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام بالعميان: لأنهم کانوا يستثقلون قول النبي صلى الله عليه و آله فيه، و کانوا لا يستطيعون سمعاً.

فقال المأمون: فرجت عني فرج الله عنک».

14 - حديث هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:

«ما کلف الله العباد الا مايطيقون، و إنما کلفهم في اليوم والليلة خمس صلوات، و کلفهم من کل مئتي درهم خمسة دراهم، و کلفهم صيام شهر رمضان في السنة، و کلفهم حجة واحدة و هم يطيقون أکثر من ذلک، و إنما کلفهم دون ما يطيقون و نحو هذا».

15 - حديث محمد بن علي المکي بإسناده قال:

إن رجلا قدم على النبي صلى الله عليه و آله: أخبرني بأعجب شيء رأيت، قال: رأيت قوماً ينکحون اُمهاتهم و بناتهم و أخواتهم فإذا قيل لهم: لم تفعلون ذلک؟ قالوا: قضاء الله تعالى علينا و قدره. فقال النبي صلى الله عليه و آله:

«سيكون من اُمتي أقوام يقولون مثل مقالتهم، اولئك مجوس اُمتي».

16 - روي أن رجلا سأل جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن القضاء و القدر؟

فقال:

«ما استطعت أن تلوم العبد عليه فهو منه، و ما لم تستطع أن تلوم العبد عليه فهو من فعل الله، يقول الله تعالى للعبد: لم عصيت؟ لم فسقت؟ لم شربت الخمر؟ لم زنيت؟فهذا فعل العبد: و لا يقول له: لم مرضت؟ لم قصرت؟ لم ابيضضت؟ لم اسوددت؟ لأنه من فعل الله».

و أما دليل العقل على عدله تعالى:

فهو حکم العقل بالضرورة والبداهه بعدله و عدالته بالتقريب التالي:

إن الظلم، والجور، و فعل القبيح، و ترک الحسن، يکون ناشئاً إما من العجز، أو النقص، أو الحقد، أوالبخل، أو الحسد، أوالجهل، أوالسفاهه، أو الاحتياج... و کلها محال على الله تعالى لأنه الغني بالذات، الرؤوف في الصفات، والعالم القدير والحکيم القوي.

فهو مستغن عن الظلم، منزه عن القبيح، و جليل عن النقص.

وقد ثبت في المنقول، ودلت العقول على عدالة الله تعالى في جميع أفعاله و أقواله و حکمه و صنعه و مخلوقاته کما ذهبت إليه الإمامية الحقه.

فهو الغني عن ظلمهم و المتفضل باللطف إليهم.

کما أن جميع أفعاله معلله بالحكمة والمصلحة و ليست لعبا و عبثا حتى تخرج عن مسلک العدل، لأنه هو الحکيم العليم.

على أن المصالح والمنافع في أفعاله راجعة إلى عباده، و عائده إلى خلقه فلا تقارن الظلم، و هو المحسن الجواد والرحيم بالعباد، والعادل في قضيته و بريته.

واعلم أنه في قبال عدالة الله تعالى، الثابتة بالبراهين الجليه والمعلومة بالادلة العقلية، خالفت الأشاعره و تجاوزت هذه الحقيقه الهامة و نسبت إليه إمکان فعل القبيح والظلم الصريح... أو التکليف بما لا يطاق، و إتيان العبث والجبر في الأفعال، وعدم العدل في المآل... تعالى الله عن ذلک علوا کبيراً و جميع مفترياتهم هذه تعود إلى أنه لا يقبح الظلم حتى يتنزه عنه الله تعالى، و لا يحسن العدل حتى يفعله الله عز اسمه...

و هذا منهم على أساس إنکار الحسن و القبح العقلي ذاتاً، يعني إنکار أن للأشياء في حد ذاتها حسناً أو قبحاً في نظر العقل... فلا حسن إلا بعد أمر الشارع به، و لا قبيح إلا بعد نهي الشارع عنه، لذلک لو أمر الشارع بالظلم صار حسناً و لو نهى عن العدل صار قبيحاً، و لو فعل منکراً صار معروفاً.

و على هذا الإدعاء الفاسد بنوا نسيج عنکبوتهم و توغلوا في أباطيلهم، و قد مزجوها باحتجاجات واهية تلاحظها مع الجواب عنها من العلامة أعلى الله مقامه في النهج.

و أجاب السيد الشبر أيضاً عن دعواهم و دليلهم بأجوبة شافية في حق اليقين حاصلها ما يلي:

1 - إن هذا إنکار للبديهة الواضحة، فإن کل من له أدنى عقل و شعور يعلم حسن الصدق النافع، و قبح الکذب الضار بحکم العقل.

2 - إن الشخص العاقل الذي لم يسمع الشرائع و لم يعلم الأحکام، بل نشا في البادية، لو خير بين أن يصدق في کلامه و يعطى ديناراً، أو يکذب و يعطى ذلک الدينار، مع عدم ضرر عليه في الصدق أو الکذب لاختار الصدق دون الکذب، و لولا حکم العقل بحسن الصدق لما فرق العاقل بين الصدق والکذب، و لما اختار الصدق دائماً.

3 - إنه لو کان الحسن و القبح شرعيين غير عقليين، لما حکم بهما من ينکر جميع الشرائع والأديان، کالبراهمة و الملاحدة مع أنهم يحکمون بالحسن و القبح بضرورة العقل.

4 - إن من الحسيات التي تقضي بها الضرورة و يدرکها الوجدان قباحة الفعل اللغو والعمل العبث بحکم العقل، کما إذا استأجر أحد أجيراً ليفرغ ماء دجله في الفرات أو الفرات في دجله، و کذا من البديهيات قباحة تکليف ما لا يطاق، کتکليف الزمن المقعد بالطيران إلى السماء، أو تکليف الأعمى بتنقيط المصحف، و هذا يقضي بتحقق قبح القبيح في حکومة العقل.

5 - إنه لو کان الحسن و القبح سمعيين لا عقليين، لما قبح من الله إظهار المعجزات على يد الکذابين مع أنه قبيح و لا يفعله الحکيم قطعاً، و تجويز ذلک يسد بابب معرفه النبوة التي أذعن بها حتى الأشاعرة.

6 - إنه لو كانا شرعيين فقط لحسن من الله أن يأمر بالكفر و تكذيب الأنبياء، و عبادة الأصنام و المواظبة على الزنا والسرقة لفرض عدم قبحها حينئذٍ .. و هذا نقض الغرض الذي يبطله الوجدان.

7 - إنه لو کانا شرعيين لم تجب و لم تحسن معرفة الله تعالى، لتوقف معرفة هذا الإيجاب والحسن على معرفة الموجب، المتوقفة هي على معرفة الإيجاب فيدور، و يلزم من عدم عقليتهما الدور الباطل.

8 - إن الضرورة - بل الفطرة في الإنسان بل في الحيوان - قاضية قطعاً و حاكمة حقا بالفراق دائماً بين من أحسن إليها و بين من أساء إليها، و حسن الأول و قبح الثاني بلا شک و لا ريب، و إن الله تعالى لا يأمر إلا بما هو حسن و لا ينهى إلا عما هو قبيح. إنه عز اسمه لا يفعل ظلماً أبداً لغناه، و لا يصنع قبيحاً أصلاً لجلالته...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alshaaer.yoo7.com
 
اصل العدل....!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشـــــــاعـر :: القسم العام :: المنتدي العام :: الاسلامي-
انتقل الى: